لجأ الإنسان منذ قديم الزمان إلى الطبيعية لإيجاد حلول تُساعده على علاج الأمراض المختلفة باستعمال النباتات، واستطاع الإنسان عن طريق النباتات استخراج عدد كبير من العلاجات كالمراهم، والزيوت، والأدوية المختلفة، ولم تختفي هذه العلاجات مع تطور العلم والطب، بل ما زالت تُستعمل إلى يومنا هذا من قبل العديد من الأشخاص والأطباء لعلاج بعض الأمراض المختلفة، وتُعتبر الزيوت العطرية من أهم ما تم استخراجه من النباتات، حيث تحتوي على فوائد متعددة تُساعد في علاج العديد من الأمراض، كما تتميز بسهولة استخدامها وتطبيقها.
تُعرف الزيوت العطرية باسم الزيوت العطرية أو الزيوت الطيارة، وهي الزيوت التي يتم إستخراجها من النبات، أو من جزء مُعين منه، وتختلف الزيوت العطرية عن غيرها من الزيوت بقوة رائحتها، وتبخرها الكامل، وتحتوي الزيوت العطرية في تركيبها على العديد من المواد، ولعل أهم ما يُميزها عن غيرها عدم احتوائها على مواد دُهنية، فهي من الزيوت التي تنحل بالماء؛ أي أنها تطفو على السطح على شكل بقع عند إضافة كميات من الماء إليها.
تاريخ الزيوت العطرية
يعود تاريخ الزيوت العطرية إلى الحضارة الفرعونية، فقد اكتشف علماء الآثار العديد من المخطوطات والنقوش الدالة على استعمال الزيوت العطرية في الحضارة الفرعونية، وقد أكدت هذه المخطوطات على استعمال المصريين للزيوت العطرية على شكل أقماع صغيرة كانت توضع هذه الأقماع في بيوت المصريين، وفي شوارعهم، وأثناء احتفالاتهم، وقد اشتهرت الملكة المصرية كليوباترا ولعها وحبها للزينة، فقد كانت تستعمل هذه الزيوت في تبخير ملابسها، ومنزلها، وأثاثها، وعربة ركوبها، وأكدت بعض الآثار الفخارية التي كانت تحتوي على آثار زيوت عطرية بأن هذه الأواني تعود لما قبل 3557 عام وهي الفترة التي حكمت فيها كليوباترا، ولم ينحصر إكتشاف الزيوت العطرية قديماً على الحضارة المصرية فقط، فالحضارة اليونانية من الحضارات التي سجلت بصمة في التاريخ الطبي البشري، وقد استعمل الطبيب اليوناني أبقراط الأعشاب والنباتات في العديد من علاجاته، وقد استطاع أن يستخرج أكثر من 300 نوع من الزيوت العطرية المختلفة، وتُشكل الزيوت العطرية جزء أساسي في الحضارة الهندية، وقد تم إدراجها في قائمة منظومة علم الحياة الذي يندرج تحته العديد من العلاجات الطبيعية التي استخدمها الهنود في علاج الأمراض المختلفة، وقد ذكرت الكتب المقدسة الهندوسية أكثر من 700 نوع من الزيوت العطرية والنباتات التي لها أهمية في العلاج.مصادر الزيوت العطرية الطبيعية
تُستخرج الزيوت العطرية من ثلاث مصادر طبيعية في البيئة وهي النبات، والحيوان، والصخور والجبال، وفيما يلي شرح مُفصل لكل مصدر من هذه المصادر:
مصادر الزيوت العطرية النباتية
يتم استخراج العديد من أنواع الزيوت العطرية من مصدر نباتي، ويتم استخراجها عادةً من بعض أجزاء النبات، ومن أشهر الزيوت العطرية المُستخرجة من النباتات:
- زيت اللافندر.
- زيت الشاي.
- زيت الزنجبيل.
- زيت الياسمين.
- زيت القرنفل.
- زيت البابونج.
- زيت الورد.
- زيت الليمون.
- زيت النعناع.
مصادر الزيوت العطرية الحيوانية
يطلق اسم الزيوت الحيوانية على أنواع الزيوت المُستخرجة من بعض الحيوانات، وهي تندرج تحت قائمة الزيوت العطرية، فلها نفس الخصائص والمزايا من رائحة عطرية نفاثة، إضافة إلى كثافته المنخفضة في الماء، ومن أشهر الحيوانات التي يتم استخراج الزيوت العطرية منها: الحوت الأزرق، وذكر الأيل، ويُعرف الزيت المُستخرج من بطن الحوت الأزرق بأسم العنبر وهو من أشهر أنواع الزيوت العطرية المستخرجة وأغلاها ثمناً، ويتميز برائحته الجميلة التي تدوم لعدة أيام، أما عن العطر المُسخرج من من ذكر غزال الأيل فيُطلق عليه أسم المسك، وهوأيضاً من الزيوت العطرية المُميزة والباهضة الثمن مقارنة بغيرها.
مصادر الزيوت العطرية في الصخور
هناك أنواع نادرة من الزيوت العطرية التي يتم استخراجها من بعض الجبال في أوروبا، ويُعرف هذا النوع باسم المسك الأبيض البارد، وينتج هذا النوع من الزيوت العطرية نتيجة تفاعل الصخور مع تراكم الثلوج عليها.
مكونات الزيوت العطرية
تحتوي الزيوت العطرية على العديد من المواد والتركيبات التي تمتزج مع بعضها البعض، وتتواجد هذه المكونات في كل نوع بنسب مختلفة، ومن أهم المكونات الموجودة فيها المكونات الأكسيجينية، والمكونات الهيدروكربونية، ومن أهم هذه المكونات:
المكونات الهيدروكربونية
مركبات عطرية: توجد بشكل كبير في زيت نبات الزعتر، وزيت نبات البردقوش.
توربينات هيدروكربونية حقيقية: توجد بشكل كبير في الزيت المُستخرج من نبات الصنوبر.
مركبات هيدروكربونية غير مُشبعة: يمكن إيجاد هذه المركبات في نبات الياسمين، وفي عشبة الدينار.
المركبات الأوكسيجينية
كحول: موجود في نبتة اللينالول، وزيت الورد.
مواد كبريتية: مثل المواد الموجودة في الخل الأسود.
البروكسيدات: موجودة في زيت الزرنيخ.
الفينولات: يمكن إيجادها بشكل كبير في نبات النعناع، ونبات الزعتر.
مواد نيتروجينية: مثل مادة الإندول الموجود في نبات الليمون.
فوائد الزيوت العطرية
تعالج الزيوت العطرية العديد من الأمراض والأعراض المُصاحبة لها، ويستخدمها البعض كعلاج بديل للأدوية الكيماوية، ومن أهم الفوائد التي يُمكن الحصول عليها من استخدام هذه الزيوت ما يلي:
علاج بعض الأمراض المعوية، ومشاكل المعدة مثل المغص، وعسر الهضم، والإسهال، والإمساك وغيرها من المشاكل.
علاج بعض أعراض نزلات البرد من خلال استنشاق بعض أنواع الزيوت بإضافتها إلى الماء المغلي، ومن أشهر الزيوت المُستعملة لحل هذه المشكلة زيت اللافندر، وزيت الكافور.
تدليك أجزاء الجسم لتسكين ألم العضلات، و تشجيع الجسم على تحسين دورته الدموية، ومن أشهر الزيوت العطرية المُستخدمة في ذلك زيت اللافندر.
تُستعمل بعض أنواع الزيوت العطرية كمادات مضادة لبعض أنواع الإلتهابات، ومن أشهر الزيوت العطرية المستعملة في ذلك زيت العرعر، وزيت القرنفل.
طرق استخدام الزيوت العطرية
هناك استعمالات عديدة للزيوت العطرية، فلا تُستخدم كلها من أجل العلاج؛ فهناك أنواع مُستعملة لتعطير الجسم، والشعر،والمنزل بطرق مختلفة، وسنعرض فيما يلي أشهر الإستخدامات للزيوت العطرية:
زيوت عطرية للجسم
تُستخدم هذه الأنواع عادةً لإضافة رائحة جميلة للجسم وخصوصاً بعد الاستحمام، وتتميز الزيوت العطرية المُخصصة للجسم بثباتها العالي على الجسم، الذي تدوم رائحته إلى يومين وأكثر، ويتم تطبيق هذه الزيوت على الجسم بشكل مباشر من خلال وضعها على مواضع النبض في الجسم،أو من خلال إضافتها إلى زيت الإستحمام، ولا تقتصر فوائد هذه الزيوت على تعطير الجسم فقط، بل تمنح الجسم الشعور بالاسترخاء، كما تُساعد تقوم بتنشيط الدورة الدموية فيه، ومن أشهر الزيوت العطرية للجسم مايلي:
- زيت الياسمين.
- زيت البرتقال.
- زيت خشب الصندل.
- زيت اللافندر.
- زيت الريحان.
- زيت الورد.
زيوت عطرية للشموع
تُستعمل بعض أنواع الزيوت العطرية مع مادة الشمع مثل شمع البارافين، وشمع العسل، وشمع الجل، وشمع الصويا، وشمع النخيل، وتقوم الشركات المُصنعة لهذه الأنواع بإضافة بعض أنواع الزيوت العطرية للشمع لإضافة رائحة جميلة على المكان عند إنارة الشموع الشموع، ومن أشهر الزيوت العطرية المُستعملة في الشموع مايلي:
- زيت الليمون.
- زيت الفانيليا.
- زيت اللافندر.
- زيت الكيناز
زيوت عطرية فرنسية
تتميز العطور الفرنسية برائحتها الجذابة، وبثباتها العالي على الجسم لفترات طويلة، ويُفضل العديد من الأشخاص حول العالم شراء العطور الفرنسية لما تتمتع به من مواصفات عالية تجعلها تحتل المراتب الأولى في مجال العطور على مستوى العالم، وتتميز شركات العطور الفرنسية بإضافة الزيوت العطرية إلى أنواع عطورها المختلفة بنسب كبيرة، مما يزيد من ثبات العطر، ويجعل رائحته أفضل وجذابة أكثر، وفيما يلي أهم أنواع العطور الفرنسية التي تحتوي على زيوت عطرية:
- شركة شانيل.
- شركة Seresence.
- شركة ديور.
- شركة جيفنشي.
- شركة لانكوم.
- شركة ألبيرتو.
طالع أيضا : طريقة استخدام المشمش المجفف
زيوت عطرية للمنزل
تلجأ العديد من النساء إلى تعطير المنزل بطرق طبيعية بعيدة عن المنتجات الكيماوية، وتُعتبر الزيوت العطرية من أكثر الوسائل الناجحة والفعالة في ذلك؛ فهي تمنح المنزل رائحة منعشة تدوم لعدة ساعات بتكاليف بسيطة، وبطريقة سهلة، ويمكن استعمال الزيوت العطرية في تعطير الحمامات وغرف الجلوس، والمطابخ من خلال إضافة بعض قطرات العطر إلى كمية من الماء، ووضعها في بخاخ ورش الأثاث بها، أو مسح سيراميك الحمام والمطبخ بها، كما يمكن تعطير المنزل بشكل كامل بهذه الزيوت العطرية من خلال إضافة بعض القطرات منها في كمية من الماء المغلي، وتركه على الغاز يغلي لعدة دقائق كي تفوح الرائحة الجميلة في المنزل، ومن أشهر الزيوت العطرية المُستعملة في تعطير المنزل:
- زيت القرفة.
- زيت البرتقال.
- زيت الفانيليا.
- زيت القرنفل.
- زيت الياسمين.
- زيت اللافندر.
زيوت عطرية للشعر
تعود الزيوت العطرية على الشعر بفوائد متعددة؛ فهي قادرة على تغذية بُصيلاته، وتحميه من الصلع، كما تُساعد فروة الرأس على التخلص من السموم التي قد تعرضها لبعض الأمراض مثل الإلتهابات والقشرة، كما تُعالج بعض الزيوت العطرية العديد من المشاكل التي تُصيب الشعر مثل التقصف، وقمل الرأس، وتُستعمل هذه الزيوت على الشعر من خلال تطبيقها بشكل مباشر، وتدليك فروة الرأس فيها، وتركها لبعض الوقت، ومن ثم غسل الشعر، ومن أشهر أنواع الزيوت العطرية المُستعملة في الشعر:
- زيت الشاي.
- زيت السمسم.
- زيت اليانسون.
- زيت النعناع.
- زيت البرغموت.
زيوت عطرية للعلاج
تستعمل الزيوت العطرية في علاج العديد من المشاكل الصحية والنفسية التي قد يتعرض لها بعض الأشخاص، وقد أثبتت هذه الزيوت فاعليتها منذ قديم الزمان في القضاء على هذه المشاكل والأعراض المُصاحبة لها، ومن أشهر الزيوت المُستعملة لغايات علاجية مايلي:
زيت القرنفل: يُستخدم في تسكين ألم الأسنان، ويحافظ على صحة وسلامة اللثة.
زيت اللافندر: يُستعمل في تخفيف الألم المرافق للدورة الشهرية من خلال تدليك منطقة أسفل الظهر به.
زيت خشب الصندل: يُستعمل في علاج مشكلة الأرق والتوتر فهو يمنح الجسم الهدوء والاسترخاء.
زيت الليمون العطري: من أكثر الزيوت العطرية الفعالة في علاج مشاكل الهضم، وتخفيف بعض الإلتهابات الموجودة في الجسم.
زيت المر: يساعد على القضاء على العديد من مشاكل الجلد والبشرة.
زيت الزنجبيل: يعمل على التقليل من أعراض الغثيان.
أفضل أنواع الزيوت العطرية
على الرغم من كثرة أنواع الزيوت العطرية الموجودة في الطبيعة، إلا أن هناك أنواع محددة أثبتت فاعليتها بشكل كبير في علاج المشاكل المختلفة، ومن أهم هذه الزيوت:
زيت الجوجوبا
يتواجد هذا الزيت في نبتة مُعمرة تقع في غرب الولايات المتحدة، وشمال دولة المكسيك، ويُستخدم هذا الزيت في علاج العديد من الأمراض الجلد مثل مشاكل الشيخوخة، وبعض التقرحات والجروح التي تُصيب البشرة، ويُستعمل هذا الزيت بتطبيقه بشكل مباشر على المنطقة،أو من خلال خلطه بزيوت أخرى.
زيت شجرة الشاي
يتم استخراج هذا الزيت من أوراق شجرة الشاي، ويكثر استعماله بشكل كبير في منطقة استراليا، ويُستعمل هذا الزيت في علاج مشاكل الشعر، كما يُستعمل كمادة مضادة للفطريات والبكتيريا، ويُساعد في التئام الجروح.
زيت اللافندر
يتميز بلونه الأرجواني الجميل، ويمكن زراعته بحديقة المنزل والاستفادة منه بشكل كبير، ويعود اللافندر على الجسم بالعديد من الفوائد، فهو يخفف التوتر، والقلق، والحروق الخفيفة، وتخفيف الآلام، وعلاج لدغات الحشرات.
زيت النعناع
يتميز النعناع بمادة المنثول المنعشة الموجودة فيه والتي تُستخدم في علاج العديد من المشاكل، حيثُ أثبت زيت النعناع قدرته على علاج الصداع، وأمراض الجهاز التنفسي، والالتهابات الجلدية مثل الأكزيما.
زيت الياسمين
يُعتبر زيت الياسمين من أفضل الزيوت العطرية المُستخدمة في تعطير الجسم، و يتميز بثباته العالي على الجسم، ورائحته الجذابة، إضافة إلى توفره في الأسواق بأسعار منخفضة بالمقارنة مع غيره من الأنواع.
زيت الليمون
يُعتبر زيت الليمون من الزيوت الفعالة في القضاء على رائحة العرق في أيام الصيف الحارة، كما يُعتبر من أفضل الزيوت المُستعملة في تهدئة الأعصاب، والقضاء على التوتر والأرق.
أضرار الزيوت العطرية
قد تعود الزيوت العطرية على جسم الإنسان بمجموعة من الأضرار نتيجة الاستعمال الخاطئ لها، ومن أهم الأضرار المُرافقة للإستعمال الخاطئ مايلي:
التسمم: تنتج هذه المشكلة بسبب ابتلاع بعض الزيوت العطرية، ويستطيع جسم الإنسان أن يمتص بعض أنواع الزيوت العطرية بشكل كبير وتظهر الآثار بشكل سريع على الجسم، وتظهر أعراض التسمم على شكل سُعال، وتقيؤ، وتهيج في الجلد، واحمرار في العين.
تهيج الجلد: يمكن الإصابة بمشكلة التهيج عند تطبيق بعض أنواع الزيوت على الجسم بشكل مباشر مما يؤدي إلى تهيج الجسم وظهور بعض الحروق عليه.
نوبات من الصداع: يتعرض بعض الأشخاص للصداع عند استنشاق بعض أنواع الزيوت العطرية بشكل كبير.
طالع أيضا : ما هو السميد وما هي فوائده الصحية للجسم؟
Comment here