حافظت فرنسا على مقامها كمصممة أزياء العالم خاصة في مجال احدث الشنط ، ونقل الفنانون الفرنسيون أحدث نظرياتهم إلى الأمريكان والألمان والايطاليين وغيرهم من شعوب العالم المتحضر . كما لم تعد انكلترا فكتورية، وبقيت الامبريالية دافع الحكومة المهيمن، تمتعت المستعمرات الإنكلو – سكسونية بحياة سياسية نشيطة، تطورت الصور المتحركة، انتقلت السيارات فجأة من حب الاستطلاع إلى الظواهر اليومية بكثرة عددها وتنوع موديلاتها، إمكانية مشاهدة الطائرات وهي تجوب السماء بكثرةو سهولة نقل المسافرين والبضائع لأغلب بلدان العالم، انتشار الكهرباء بطريقة ملفته للنظر، التطورات يصعب عدها لكثرتها.
بدأ القرن الجديد بكوارث فبدلا من السلام، مثل غرق السفينة (التايتانك) وحريق (سان فرانسيسكو)، ووقوف العالم بأجمعه على شفير الحرب، فتحاربت انكلترا مع الويريين، وروسيا مع اليابان، وايطاليا مع تركيا، كما تحاربت بلدان البلقان مع بعضها، كما اندلعت الحرب العالمية الأولى والثانية. من المستحيل أن نذكر ما يتعلق بزي خمسة عشر عاما قبل الحرب العالمية في فصل محدد، وهذا محتوم حيث إن التصاميم وصلت عند حد معين أسرع من غيره وبقيت أنيقة لدى مجتمع آخر، بينما بطلت موضتها في مجتمع آخر. اختلف مظهر الرجل قبل الحرب عن مظهره في العقود الماضية، ليتذكر كبار السن إلى حد يمكنهم من الاستذكار طالب الكلية الأمريكية لعام 1900 الذي كان شعره مفروقا في الوسط أو مسرحا من الطرف عبر صدغيه بشكل جميل أن الياقة كانت مرتفعة من الحرير.
طالع أيضا الأزياء في العصور الإسلامية
وحتى عام 1900 تحول زي النساء من ميزات نهاية القرن وبتفاصيل خارجية أكثر من الخطوط الرئيسية، وكان هناك (بومبادور) وياقات مرتفعة وستر خصر وتنورات طويلة وصدر صغير وأوراك منحنية وفي عام 1900 أيضا استخدم المشد المستقيم من الأمام ولم يرخى رباط المشد، أما عام 1910 ضغط الورك والأرداف المستعارة لتصبح تقريبا بحجم الخصر. يقول أولئك الذين يتذكرون أنه نادرا ما تم إرسال الملابس الحريرية والصوفية إلى المنظف.
أزياء الرجال
الرأس
حوالي عام 1905 ،فرق معظم الشباب في أمريكا شعورهم في الوسط، وبعد ذلك أصبح الفرق جانبي، بعد عام 1910 سرح بعض الرجال شعرهم إلى الخلف وطلب معظمهم من الحلاق أن يقص شعرهم قصيرا. وخلال هذه الفترة كان اغلب الرجال حليقي الوجه، ولهم شوارب صغيرة تم حلقها بعناية عند الشفة العليا وتركت تنمو عند الجانبين.
القبعة:
كانت (الفيدورا) واحدة من اشهر القبعات لعام 1900 ،كانت قمتها إلى حد ما مرتفعة، ارتدى عدد من الرجال الدربية والتي طورت لتصبح ذات قمة وحافة، كانت معظم الدربيات بلون اسود، كما ارتدى بعض الرجال القبعات المترهلة، كما تم ارتداء قبعات القش وهي ذات قبة أعلى وحافة صغيرة، كما ارتدى الرجال قبعة بنما وهي قبعة جذابة، وعرف أبناء الكليات بارتدائهم أطواق شريطية ملونة ترمز لكليتهم حول قبعاتهم.
الرقبة :
تميزت صفات الياقات، بارتفاعها كما تم تحوير أداة التعذيب المستقيمة التي أبقت ذقن الرجل مرتفعا عام 1901 ،إلا أن التصميم البديل، ياقة مرتفعة مدورة مقلوبة، التي طوقت عنق الرجل، كما خففت تيبيسها مثقال ذرة، ففي عام 1914 فقد كانت الرقبة، داخل الياقة المتصلبة والمرتفعة، تبدو الياقة صغيرة وكأنها تحاول الانكماش، كما ابتعد الكثير من الرجال عن الياقة المنخفضة المقلوبة والغير متحركة، كما فضل بعضهم الياقات المجنحة التي تميزت بترك تفاحة آدم حرة. غالبا كان للقمصان اللينة الملونة ياقات مثبته، كما ارتدى بعض الشباب اللفافات بدل الياقات.
البدن:
كان للقمصان الرسمية صدر متصلب المنشأ بنحو صقيل، ارتدى الرجال ستر الخصر فوق قمصان ذات صدر بطيات رائعة ومعمولة من الحرير بدل الكتان. كما ارتدى بعض الرجال مع البذلة الكيسية الخالية من الصدر في الصيف، وأصبحت القمصان التي ساد ارتدائها بياقات منفصلة، مخاطة مع أغطية معصم متصلة وهذا يعني أن كمية اللون الأبيض الظاهرة أسفل كم السترة قد قلت. وفي عام 1910 تم حشو (السترة) الأكتاف، كما بدت كل من الفراك والستر المذيلة والستر المسائية بخصر كبير وطويل، وأخيرا كانت الستر طويلة. في عام 1910 اشتركت سترة السهرة مع السترة الكيسية بهذا الطول الفضفاض، بقيت طيات الصدر الستر المذيلة والفراك، كانت طيات صدر الفراك مغطات بالغالب بالساتان وهي مصنوعة من الجوخ الأسود وتم ارتدائها مع صدرية بيضاء أو لون اللؤلؤ وبنطلون رمادي، كما ارتدى بعض الرجال ستر مذيلة من أقمشة كالجوخ والمربعات السوداء والبيضاء باعتبارها زي عمل. تم ارتداء ستر نورفوك أو ستر بدون حزام منفصلة وفق خطوط، أما مع بنطلون لدى ممارسة الرياضة. صاحبت صدرية بذلة العمل السترة والبنطلون وكانت مفصلة بنحو اخفض لتنسجم مع طيات الصدر المزررة، وتم السماح بارتداء صدرية خفيفة من البيكي أو الحرير الملمع وحتى الكشمير المقلم والمربع مع كل من الفراك والستر المذيلة رغم عدد كبير من الرجال قد فصل الصدرية من الجوخ كالسترة، كانت ستر الخصر الممتازة ذات صدر مضعف مع ياقة ملتفة والتي تظهر عند ترك السترة غير مزررة، غالبا ما إضافة الأزرار سمة الأناقة إذ يمكن أن تكون من الذهب أو المينا والأحجار شبه الكريمة كاللازورد أو البشب الجزع مع حلقات أزرار المعصم والأزرار الزيتية في التنورة.
الساق
كان عدد كبير من البنطلونات مجعدة من الأمام والخلف، تم ارتداء بنطلونات في فصل الصيف مصنوعة من الدق أو الكتان أو الفلانيلة (بلون ابيض أو ابيض مقلم أو رمادي) مع ستر من السرج الأزرق أو قماش مضلع، وكانت البنطلونات الغير رسمية ذات ثنية عند الحافة السفلى وبعد عام 1908 أصبحت الثنيات عريضة جاعلة البنطلونات قصيرة إلى حد يظهر الكاحل، ومن بين البدع، البنطلونات الواسعة الأعلى الضيقة التي ارتداها طلبة الكلية، في العهد الرومانسي كانت التنورات عند الحافة العليا أوسع بكثير من طرف الكاحل .
طالع أيضا مكونات الفلكلور العربي
Comment here